8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

التهدئة في سوريا واليمن تنعكس حلحلة رئاسية

تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أنه إذا أقلعت التسوية المرتبطة بالحل في سوريا والأخرى المرتبطة باليمن، فإن الأمر قد يحمل معه بوادر لحل ملف الرئاسة في لبنان، انطلاقاً من أن أي شيء إيجابي يحصل في المنطقة سيؤثر حتماً على هذا الملف العالق منذ نحو سنتين.
حتى الآن ليس واضحاً بعد ما إذا كانت التسوية الإقليمية ستنطلق في كل من سوريا واليمن، وستؤدي إلى نتيجة على الرغم من الضغوط الأميركية والروسية لا سيما في مجال الحل في سوريا. ويعتبر الملف اللبناني الأسهل في المنطقة، لكنه مرتبط بحلحلة على الصعيد السوري، فإذا ثبتت الهدنة في سوريا وانطلقت المفاوضات السياسية واستمرت، سيشكل الأمر جواً مساعداً، يؤدي إلى تحرك لبناني سياسي داخلي وخارجي مكثف في اتجاه الاستحقاق الرئاسي خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
التفاهم الأميركي الروسي حول الوضع السوري، ما بعد الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا، وفي ضوء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل أيام إلى موسكو، هو على التهدئة والضغط في اتجاه توصل التفاوض السوري إلى نتيجة وفقاً للقرار 2254، هذا الجو يفترض أن يفسح المجال أمام إعادة تحريك ملف الرئاسة، ولكن من المستبعد أن يأتي بنهايات في نيسان المقبل، إنما من الآن وحتى نهاية الصيف قد تنضج ظروف لتمرير الاستحقاق. ولا شيء مضموناً، ولكن من غير المستبعد أن يستفيد لبنان من الظروف الجديدة.
وتؤكد المصادر أيضاً أن لبنان لن يكون أولوية دولية في مرحلة التهدئة السورية لمدى طويل لأن أزمات المنطقة والإرهاب الذي يضرب العالم ويهدده ستبقى أولوية. ولكن في الوقت نفسه قد تسمح تقاطعات بعض المصالح الإقليمية الدولية بتهيئة أجواء مساعدة لانتخاب رئيس في لبنان، وخلق ظروف أفضل لحلحلة ملف سهل وأقل تعقيداً من الملفات الأخرى.
أي أن التواصل السعودي مع الحوثيين في اليمن، وإمكان التوصل إلى هدنة هناك، ووقف للنار، وترافق ذلك مع تهدئة الأمور نوعاً ما في سوريا، كل ذلك يساعد في أن يحظى باهتمام دولي ما يعوّل عليه في إرساء حل لملفه.
وتفيد مصادر ديبلوماسية أخرى، أنه منذ زمن والوضع اللبناني يشكل جزءاً من التسوية في المنطقة. وثمة تفاؤل بأن بوادر التسوية في كل من سوريا واليمن ستؤثر إلى حد كبير على لبنان.
وتقول المصادر إن الروس يعتبرون أن على فريق 8 آذار أن يستغل فرصة تأييد 14 آذار أو جزء كبير منها مع النائب وليد جنبلاط للمرشح النائب سليمان فرنجية والنزول إلى المجلس النيابي سريعاً وانتخابه، لأن هذه الفرصة قد لا تتكرر، إذ لا ترى موسكو سبباً لعرقلة انتخاب فرنجية، ذلك أنه في منطق الأمور بحسب المصادر، إذا حصلت تسويات معينة، فقد يتم التفاهم على مرشح حيادي أو وسطي.
وتتوقع المصادر أن تحصل الحركة السياسية خلال المرحلة المقبلة حول الملف الرئاسي، وتنضج بالقدر نفسه الذي ستنضج به المساعي لتسوية الوضع في كل من سوريا واليمن، وبالقدر نفسه الذي يحصل فيه تقدم على المسارين السوري واليمني.
فضلاً عن ذلك، فإن هناك محاولات للبدء بحوار خليجي إيراني، لكنها غير واضحة المعالم. ولا شك أن التسويات في المنطقة أنجزت بخطوط خلفية إقليمية ولم تأتِ الحلحلة من فراغ، وإن كانت الأمور حصلت أو تستكمل بين الطرفين عبر أطراف ثالثة وبطريقة غير مباشرة، بحيث أن هناك اتصالات بعيدة عن الأضواء لإرساء الحلحلة. وروسيا حكماً تؤدي دوراً كبيراً في هذا المجال، وكذلك الغرب، وهما الفريقان المعنيان بالتسوية في المنطقة.
والانفراج المعهود، لا يعني أن الضغوط الخليجية على حزب الله لن تتزايد، نتيجة توصيفه بالإرهاب، رغم أن الحزب يشكل مكوّناً أساسياً من مكوّنات الدولة والشعب. والدول الصديقة للبنان كلها اتفقت على أن انهيار المؤسسات ممنوع، لكن الحزب وحلفاءه يمنعون حصول انتخابات رئاسية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00