أخبار لبنان

فضل الله: العدو هو المستفيد من مجازر سوريا

تم النشر في 20 تموز 2025 | 00:00

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك تحت عنوان "الكلمة وتداعياتها على المجتمع".

وشدد على أن "الاختلاف أمر طبيعيّ، وهو سنّة من سنن الله في خلقه، لذا نرى النّاس يختلفون في أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم، وفي نظرتهم إلى القضايا، وفي أساليبهم وتوجّهاتهم، ولو شاء الله أن لا يختلفوا لما اختلفوا، ولكنّ الله لم يشأ لهذه الاختلافات أن تتحوّل إلى فتن وتوترات ونزاعات تربك حياة الأفراد والمجتمعات، لذلك دعا الناس إلى التنبّه إلى كلماتهم في أحاديثهم وخطاباتهم وعبر وسائلهم الإعلاميّة ومواقع التواصل، وعندما يتحاورون أو يتخاصمون، فيجب أن يعمدوا إلى الأحسن في القول، والأحسن في الحوار، والأحسن في التعامل مع ما يصدر عن الآخرين من إساءات، وحثّهم على الابتعاد عن كلّ كلام مسيء ومستفزّ".

وأشار إلى "مدى تأثير الكلمة إن خرجت عن الدَّور المرسوم لها من كونها أداة للإصلاح والوعي، وبثّ روح المحبَّة والتَّآلف بين النَّاس وبعث الخير في نفوسهم، وتحوَّلت إلى كونها أداة لبثِّ التفرقة وزرع الفتن والأحقاد والعداوات ونشر الظلم والفساد أو الإعانة عليهما مشيرا إلى خطورة الآثار التي تتركها الكلمة، إن على صعيد الأفراد أو المجتمعات أو الأوطان، وهي تزداد مع تطوّر وسائل الإعلام وانتشار مواقع التَّواصل".

أضاف: "ان الله دعا إلى اختيار أحسن الكلام وان ذلك ينعكس على علاقات النَّاس بعضهم ببعض، من خلال استخدام الكلام العقلاني الممزوج بالمحبَّة الذي يترك أثرًا طيبًا لدى من يستمع إليه أو من يقرأه، لا الكلام المُستفِز والذي يبعث على التوتر ، والمملوء حقدًا وبغضاء. ولم تقف هذه الدَّعوة إلى الكلمة الطيبة والأحسن عند من يطلق الكلام، بل وردت الدعوة إليها حتى عندما يتعرَّض الإنسان للإساءة من الآخرين لافتا إلى الفتاوى التي حرمت في الدائرة الإسلاميّة، وفي الدائرة الإنسانيّة، الإساءة بالسّباب أو اللّعن لرموز المسلمين الآخرين، وكلّ من يختلف معهم في الدّين أو الفكر أو الموقف، رغم الاختلافات والتحفظات عما يصدر عنهم".

وتابع: "إنّنا في عصر الفتن، بحاجة إلى من يئدها، لا من يسعّرها، وإلى من يبرّد القلوب، لا من يثير مكامن الحقد فيها، وهذا لا يتمّ إلا بالكلمة الطيّبة التي تقرّب القلوب، وتعزّز أواصر الوحدة، وتزيل التوترات والأحقاد من النفوس".

وفي رده عن الأسئلة أجاب: "نؤمن بالدوائر المنفتحة وليس المغلقة ونحن من الذين يخلصون لوطنهم وقدموا التضحيات الجسام من اجل الحفاظ على سيادته وكرامة إنسانه وهذا الإخلاص والانتماء لم يمنعا من ان نقف مع كل القضايا العادلة والمحقة من خلال دراسة السبل الواقعية للمساعدة والتي تأخذ في الاعتبار كل المحاذير والمتغيرات".

وتطرق إلى ما يحصل في سوريا معتبرا ان "من يدير هذا البلد لم يحسن ادارته ولم يأخذ في الاعتبار الهواجس لدى هذه الطائفة أو تلك ولم يساوِ بين المواطنين مما أدى إلى ما شهدناه من اقتتال ومجازر حيث استطاع الكيان الصهيوني ان ينفذ منها بحجة دفاعه عن هذه الطائفة أو تلك ليستفيد من كل هذه المجازر وهذه الأحداث ويزيد من تدخله في سوريا".

وختم كلامه "بضرورة تغليب لغة الحوار على لغة الاقتتال والدم والتفرقة والعمل على إزالة كل ما يعرض هذا البلد إلى مخاطر الحرب الاهلية والتقسيم حتى يعود لسوريا دورها الريادي وتكون ملجأً لكل مكوناتها".