نظمت جمعية الشبيبة الإهدنية معرض "صدى الزمان" احتفالا بالمئوية الأولى على صدور جريدة صدى الشمال، عبر عرض ٢٣٠ صفحة من اعداد الجريدة التي توقفت عن الصدور بعد ٦٢ سنة من العطاء، وذلك في فندق أبشي الكبير في اهدن يوم الخميس في ١٠ تموز ٢٠٢٥ برعاية وزارة الثقافة التي شارك بها وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة ممثَلا بالدكتور جان توما.وحضر حفل افتتاح المعرض نائب طوني فرنجية ممثَلا بمسؤول المكتب الاعلامي في تيار المرده المحامي سليمان فرنجية، النائب ميشال معوض ممثلا بالاستاذ نصري معوض، الوزير السابق للإعلام المهندس زياد مكاري، النائب السابق الشيخ جواد بولس ممثَلا بالإعلامي روبير مكاري، المطران ادوار ضاهر مطران طرابلس والشمال للروم الكاثوليك، الأب يوحنا مخلوف ممثل صاحب السيادة المطران جوزيف نفاع النائب البطريركي على أبرشية اهدن زغرتا، سماحة الشيخ الدكتور حبيب المير ممثلا سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزاوية المهندس بسام هيكل، العميد جان فنيانوس ممثل مدير عام أمن الدولة اللواء الركن ادكار لاوندوس، المقدم الركن بطرس دحدح ممثل مدير عام الامن العام اللواء حسن شقير، سعادة سفير المكسيك الاستاذ فرانكو بوك الاستاذ عبدالله بو عبدالله منسق التيار الوطني الحر في زغرتا-الزاوية ،رئيس بلدية زغرتا-اهدن المهندس بيارو زخيا الدويهي، الأستاذ أسعد بك كرم، الدكتور انطوان اسطفان الدويهي، ، سعادة قنصل لبنان في تاهيتي الاستاذ جوزيف مارون، الاستاذ ادمون ابشي صاحب اوتيل ابشي الكبير، الدكتور ابراهيم مقدسي نقيب الأطباء في طرابلس والشمال، الاعلامية حسنا سعاده ممثلة نقيب المحررين الاستاذ جوزيف القصيفي، بدوي غالب نقيب عمال البناء في زغرتا-الزاوية، رئيس بلدية إيعال السيد حاتم ديب ونائبه السيد مرتضى عبد الغني، رئيس بلدية كفردلاقوس الدكتور جيلبير نكد، رئيس بلدية مجدليا المهندس اتيان ليشع، رئيس بلدية قره باش الدكتور البير جوخدار، الأستاذ جود صوطو رئيس نادي روتاري زغرتا-الزاوية مع عدد من الأعضاء، المحامي جهاد العريجي رئيس نادي ليونز نورث ستارز مع عدد من الاعضاء ، الاعلامية انطوانيت علوان ممثلة رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس الدكتور رامز فري، الدكتور اسطفان عسال مدير معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا في البترون (Marsati)، الاستاذ جوني الباشا مدير مدرسة سيدة الانتقال مزيارة، المختار بولس بو ضاهر ممثل نادي الفجر الرياضي ،رئيس رابطة مختاري الكورة مختار انفه شادي مسيح،عدد من اعضاء منتدى ريشة عطر، عدد من أعضاء جمعية بيت الكل، عدد من أعضاء نادي روتارأكت زغرتا-الزاوية، أمين سر جمعية ذاكرة اهدن-زغرتا الدكتور جورج دحدح، اعضاء من اللجنة الثقافية في بلدية زغرتا-اهدن، مسؤولة قطاع التمريض في تيار المرده سميرة قشمر دحدح، النقيبة السابقة لأطباء الأسنان في الشمال الدكتورة راحيل الدويهي، الشيخ موفق المير إمام مسجد إيعال، وعدد من الوجوه الإعلامية والثقافية والتربوية والاجتماعية في الشمال وعوائل واصدقاء المكرمين وابناء اهدن الشمال.
قدّمت الحفل بعد النشيد الوطني اللبناني الإعلامية رينا الدويهي التي قالت باسم وزارة الثقافة، صاحبة الرعاية لهذا اللقاء ، ممثلةً بالدكتور جان توما.
نُحيي أصحاب السيادة والسماحة والسعادة، وممثلي الأجهزة الأمنية، ورئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا، والسادة رؤساء البلديات، والسيدات والسادة ممثلي النقابات والجمعيات والمؤسسات التعليمية، وكل من شرفنا بحضوره، نُرحب بكم جميعًا، فردًا فردًا، في لقاءٍ يُكرّم الذاكرة، ويرتقي بالكلمة، لأننا و في حضرة "صدى الشمال"، لا نتكلم بل ننصت...
ننصت لصوتٍ عمره مئة عام، لا يزال يتردد في الذاكرة، بين أروقة البيوت، وفي أزقتنا الجميلة، صوت يتناهى إلينا من فوق صفحات معتقة أحالها الزمن الى الأصفر المقاوم للغياب.
في رحاب هذا الفندق العريق فندق أبشي الكبير وبرعاية كريمة من وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، نحتفي بمرور قرن على صدور صدى الشمال، لا لنرثي الماضي، بل لنعيد الاعتبار لكلمةٍ كُتبت من نبض، ولحبرٍ لم يجف .
من الحرف الأوّل لفريد أنطون، إلى السطر الأخير لابنه قبلان، وبينهما محطات من النضال، لم تتوقف الجريدة عن أن تكون ضميرًا يقظًا، يكتب وجع الناس، ويُواكب كفاحهم ونضالاتهم. كانت المنبر والجسر بين المقيمين في هذه الربوع وبين اخوانهم المنتشرين في سائر أرجاء الأرض..
في هذه المئوية، نستعيد ما هو أكثر من الأرشيف:
نستعيد رئةً تنفّست الوطن.
نفتح الصفحات فلا نقرأ أخبارًا فقط، بل نتلمّس الذاكرة:
ولادات، أعراس، مشاريع إنمائية، صرخات المغتربين، وملامح جيلٍ كان يكتب كي لا يُنسى.
و نطوف في رحلة عبر الزمن..
نتوقف خلالها عند ازاحة الستار عن تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم، و طوفان نهر أبو علي، ونشاهد خطوط الماء تمتد من نبع رشعين إلى طرابلس،
الحضور الكريم،
أنتم لستم في معرض صور… أنتم داخل ألبوم وطن.
في كل ركن حكاية، في كل صورة وجدان، في كل عنوان وعدٌ بأنّ الكلمة الحق باقية ما بقي النبض،،.
باسم جمعية الشبيبة الإهدنية، نرحب بكم في هذا اللقاء، وباسم الذاكرة اللبنانية الحرة، نحيي حضوركم،
الأديب محسن أ يمين
واستهل الحفل بكلمة للأديب محسن أ يمين الذي قال في مئوية "صدى الشمال".
لو كان المحامي فريد انطون (١٨٩٦-١٩٥٧) حقق مبتغاه بالحصول على امتياز جريدة تحمل اسم " لبنان الكبير"، مباشرة بعدما وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها، وتجاوبت وزارة الداخلية مع الطلب الذي كان قد تقدم به لهذا الغرض، بعد اتمامه المعاملات القانونية اللازمة، لكنّا التقينا قبل هذا التاريخ بسنوات سبع، ولكان لقاؤنا اندرج تحت مسمى مختلف.
فاختياره لهذا الاسم كان ينبع من توقعه بأن تعيد الدولة الفرنسية ضم الأقضية الأربعة الى متصرفية جبل لبنان. لكن النظام لم يكن قد استتب كفاية بعد، والحكومة آنذاك عسكرية فلم يتمكن من نيل مطلوبه.
سوى ان انطون كان من طينة الرجال الذين لا يثنيهم فشل ولا تقعد بهم خيبة.واذا تسلل اليأس الى نفوسهم من نافذة ضيقة يخرج مطرودا من الباب، امام هممهم العالية. ولولا تلك الصفة التي تتميز بها طينته، عن سواه من الرجال، لما كان اصر على تحقيق الفكرة التي لمعت في رأسه. فالتجلد والمثابرة هما العنصران الاساسيان لكل، نجاح.
وهو كان يتوخى، خلال العام ١٩٢٣، اصدار جريدة عن جمعية تؤلف من ادباء اهدن وبشري، بقصد اقتلاع الحزازات من الصدور، وتجاوز الانقسامات، في سبيل الوطن. لكنه لم يلبث ان تأكد من عدم تهيؤ الظروف بعد لإنضاج فكرة كهذه، فواصل تمسكه بفكرة الجريدة قبل ان تلين الصعوبات امام ثقته وتصميمه وتبصر "صدى الشمال" النور في ٤ تموز سنة ١٩٢٥، وهي ستكون علامة فارقة في تاريخ الصحافة المناطقية اللبنانية. وسيحتل فريد انطون مكانه، بل مكانته، وسط الرهط المبارك الذي أنشأ صحف الملحقات التي شهدت فورة في تعاقب ولادتها، إبان الحقبة الانتدابية الفرنسية على لبنان وسوريا، وحظيت بمقادير متفاوتة من الشهرة. غير انها، جميعها، اثمرت ثمرها الطيب الذي جنته. جهاتها المعينة. وكان ذلك العصر لا يزال عصر صحافة الأفراد. واصدار عدد من " الصدى" يستغرق اسبوعا كاملا من العمل في المطبعة، على ما رواه رفيق جهاده سعيد ابراهيم الخوري الذي كان يوقع مقالاته فيها بإسم "ابن الشمال". فيترافقان يوميا لدى نزولها الى المطبعة العصرية في طرابلس لتصحيح المواد عمودا عمودا. وكان المحرر اذا كتب مقالا، ونضدّت حروفه، ثم اتبعه بمقال ثان، كان يتعين فك العمود الأول، حتى يصفّ عمود جديد. والحروف لم تكن متوفرة سوى في المطبعة اليسوعية في بيروت.
غير ان هذا الجهد المضني سرعان ما انتهى، او في الاقل، انحسرعندما ارسلت له والدته السيدة نجيبة كعوي التي كانت قد لبّت نداء الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية، مع شقيقتيها، ضمن اطار الظاهرة الاجتماعية التي عرفت بإسم هجرة النساء، آلة طباعية كهربائية، عام ١٩٢٦، كانت الأولى من نوعها شمالا. فقد اتخذت على ما رواه رفيق نضاله الآخر ميشال مخلوف، مقرا لها في البداية في منزل جواد سعاده في زغرتا. وحصلت على اول هاتف في البلدة. وكان رقمه واحدا. ثم انتقلت الى محلة التل، في زغرتا، بعدما شيد صاحبها دارا خصص طابقه الأرضي للصحيفة. قبل ان ينقلها الى الزاهرية في طرابلس. علما انها في بعض فصول الصيف، كانت "الصدى" تصدر في اهدن، من مبنى مطل على ساحة الميدان. فراحت الجريدة تصدر مرتين اسبوعيا، بدل المرة الواحدة، يومي الاربعاء والسبت، في صفحات ثمان من الحجم الكبير. واستغرب ناس ذلك الزمان، وبخاصة المشتركين والقراء منهم ، ان يُؤتى الفريد مثل هذه الهمة، في وقت كان يضطلع فيه بمهنة المحاماة، فيدافع عن قضايا موكليه، بما عهدوه فيه من صدق واستقامة، ولا يتورّع عن القيام بذلك بمحض التطوع، كلما استدعت الحاجة، دفاعا عن حق هضيم. فحمل على منكبيه عبء الرسالتين معا، بعزم قل نظيره، وبإرادة تفلّ الحديد. مضيفا اليهما عضويته في المجلس البلدي حينا، وتوليه المخترة، والعديد من الجمعيات الاجتماعية، والادبية، والكشفية، التي يترأس او ساهم في تأسيسها، حتى لتخال، وانت تتحرى عنه، انه كان مجموعة رجال في رجل فرد، وفريد.
وانه كان اسما على مسمى.
والعبقرية في تجربة انطون لم تمكن في مقدار غرفها من المعين الاخباري الشمالي المشكل لغائيتها المناطقية. لأنه تساوى بذلك مع لطف الله خلاط وجبر جوهر وجورج اسحق الخوري، ويوسف اسكندر نصر ورهيف الحاج والفيرا لطوف وسليم مجذوب ومحمود الادهمي وياسر الادهمي، وسواهم من فرسان الصحافة الشمالية. انما كمنت في لعبها دور همزة الوصل الدائمة بين لبنان ومنتشريه تحت كل سماء وكوكب.
وقد بدا واضحا منذ ظهورها، انها ماضية في الاعتماد على ٥٠ وكيلا موزعين في المهاجر سيجمعون بين مثابرتهم على جباية اشتراكاتها المعول عليها. وتزويدها بأخبار المهاجر. وهي أخبار لم تكن تفقد صلاحيتها للنشر، بعد مرور شهر على وصولها بالبريد، لخصوصيتها الاقليمية التي تبقيها طازجة، ومصدرا تستقي منه الجرائد الأعلى منها كعبا والاوسع نطاقا. وقد كان قراؤها في المغتربات من فرط تهافتهم على محتوياتها، والتهامهم لأخبارها، يتعدون الاشتراكات الاسمية، الى حدود مناصرتها الفعلية، شادين ازرها، داعمين لأسباب بقائها، واستمرارها خصوصا بعد مناوئتها للانتداب في غير محطة، من محطات مسارها والضغط للتقنين من اعلاناتها، وحجب الورق عنها خلال الحرب العالمية الثانية.
غير ان الدعم الاساسي المتوفر لها يأتي من المنتشرين من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والبرازيل والارجنتين وفنزويلا ونيجيريا ليستمر نبضها خفاقا وصوتها مدويا، واماني اهلها والانصار معبرا عنها. وفي غمرة هذا الانتشار في الخارج لا تستغرب ان يكون اديبنا العالمي جبران خليل جبران في عداد مشتركيها في بوسطن، اواخر العشرينات. اما انتشارها الداخلي فسيستقطر اقلاما، من خارج الاطار الشمالي على غرار الياس ابو شبكة وفؤاد الشمالي ( من مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني) كرم ملحم كرم واميلي فارس ابراهيم. وشماليته المهنية ستؤدي الى انتخابه كأول نقيب لصحافة لبنان الشماليشش عام ١٩٣٨ والى اعادة انتخابه عام ١٩٤٤.
وقد لعبت جريدة " صدى الشمال" دورا اساسيا في جمع التبرعات المحلية والخارجية اللازمة من اجل اقامة تمثال لبطل لبنان يوسف بك كرم وفي الانتخابات النيابية عام ١٩٢٩ التي اوصلت قبلان بك فرنجية الى الندوة البرلمانية، برغم مناهضة الفرنسيين. وفي الدعوة الى توحيد صفوف اللبنانيين، كما في الدعوة الى احياء الموارد الوطنية واستعمال المنتوجات المحلية، من ملبوسات ومأكولات ومشروبات وغير ذلك. فضلا عن دعوته لمقاطعة المعاهد الاجنبية وتعزيز المدارس المحلية.
وعلى المستوى المهجري رفعت الصدى صوتها مطالبة مرارا وتكرارا، بإنصاف المغتربين من ظلم معاهدة لوزان التي افقدتهم جنسيتهم اللبنانية كما كانت تحثّهم من جهة اخرى، على عدم التخلي عن بلدهم الام وعلى ضرورة تشجيعهم للمشاريع العمرانية فيه. هذه المشاريع التي لم يتخلفوا عنها يوما.
وقد كان المونسينيور بولس حليم سعاده، امين سر البطريركية المارونية سابقا، يصف فريد انطون بقوله انه لم يدع فرصة تمر به الا ويظهر رغبته في تعزيز الادب، ومحبته للشعراء والادبار. فلم يدخل اهدن او زغرتا اديب او شاعر معروف الا ودعاه صاحب الصدى مكرما. وجمع حوله ادباء اهدن يسمعونه ويُسمعونه.
اما المؤرخ سمعان خازن فأشاد بسخرية الصدى بالمال وعدم تعرفها الى الرشوة مشيرا الى اصابتها بالتعطيل مرارا دفاعا عن كرامة اللبنانيين واستقلال البلاد وقائلا بأن ذهب الأغنياء الوهاج لم يغرها، ولا روعة معاملهم الواسعة.
وليل الخميس ١٧ كانون الثاني ١٩٥٧ غاب فريد انطون تسعة وخمسين عاما، وحياة حافلة بالمكارم والجهاد فتابع نجله قبلان الرسالة بتألق. وكان على قدر اهل العزم ملبيا النداء، مستعينا اولا بالصحافي توفيق المرعبي لإصدارها ثم بالاديب فيكتور الخوري فالاديب يوسف يونس الى حين تولي الاستاذ فؤاد دعبول أطال الله في عمره، والصحافي الراحل حسان فكتور الخوري مسؤولية اصدارها، بالتعاون مع الاستاذ قبلان انطون، تغمده الله بوافر رحمته. وقد حفلت تلك الفترة بصدور الجريدة، وقتا فاخر، في حلة أعداد ممتازة، طُبع قسم منها على مطابع النقيب جوزيف الرعيدي، في بيروت.
وقد توقفت الجريدة عن الصدور في أيلول ١٩٧٥ إثر اندلاع نيران حرب السنتين (١٩٧٥-١٩٧٦)، ولم تسترجع نبض الحياة حتى العام ١٩٧٩، حين تولاها الزميل كمال حيدر، متعاونا والاستاذ قبلان، الى ان حالت فصول المحنة القاسية التي ضربت لبنان دون استمرارها اكثر من العام ١٩٨٧.
وقد ظل الاستاذ قبلان فريد انطون ينفح جرائد الشمال بزوايا مستلة من مجلدات الصدى. وكان ل" خطوات" التي كنت اتولى اصدارها لبلدية زغرتا- اهدن نصيب وافر منها يودعني اياها برقة نسمة تدخل الغرفة وبلباقة تبدو وكأنها ماركة انطونية موروثة ومسجلة. وانا لاستقبال ما تلملم من أصداء الصدى.
رئيس بلدية زغرتا-اهدن المهندس بيارو الدويهي
وتلاه رئيس بلدية زغرتا-اهدن المهندس بيارو زخيا الدويهي الذي قدمته الإعلامية رينا الدويهي بما يلي هو ابن البيت الإهدني الأصيل، الذي حمل البلدة في قلبه قبل أن يُدير شؤونها،
يحفظ تاريخها، يصون جذورها، ويكتب نهضتها بأسلوبٍ يُشبهه: هادئ، رصين، وأصيل.
يشرفني أن أكون بينكم اليوم في إهدن، القلب الدافئ لزغرتا, ومكان اللقاء والفرح لكل من اغترب عنها واشتاق إليها, في مناسبةٍ ليست عادية، بل استثنائية بكل معنى الكلمة: "مئوية جريدة صدى الشمال"، صوت زغرتا والزاوية على مدى عقود، وصدى الذاكرة الجماعية لشعبٍ آمن بالكلمة، وحوّل الحبر إلى جسر بين الوطن والانتشار.
معرض "صدى الزمان" ليس مجرد احتفاء بجريدة، بل هو تحية وفاء إلى نهجٍ صحافي رائد أطلقه المؤسس فريد أنطون منذ مئة عام، واستكمله نجله قبلان مع نخبة من الإعلاميين، فجعلوا من "صدى الشمال" في زمنها منبراً حرًّا يعكس نبض الناس، يغطي أخبار المحلّيات والانتشار، ويوثّق اللحظات اليومية التي صنعت تاريخ منطقتنا. ورغم توقّف الجريدة عن الصدور منذ العام ٨٧، بقيت صفحاتها شاهدة على مرحلة مفصلية في حياة زغرتا والشمال، ومرآةً لذاكرةٍ جماعية ما زالت تنبض فينا حتى اليوم.
نقف اليوم أمام أكثر من مجرد أرشيف، بل أمام ذاكرة حيّة: من تمثال يوسف بك كرم، إلى مهرجانات إهدن، من طوفان نهر أبو علي إلى مشاريع جرّ المياه وفتح الطرقات... كلّها موثّقة هنا، مطبوعة على صفحات صفراء لكن نابضة بالحياة.
ولا بد لي من توجيه تحية تقدير لجمعية الشبيبة الإهدنية، على هذا الجهد النوعي الذي لا يكتفي باستذكار الماضي، بل يربط الذاكرة بالهوية، ويؤكّد أن إهدن ليست فقط وجهةً سياحية أو بلدة صيفية، بل أيضًا مختبر حيّ للإبداع، ولصيانة الذاكرة، وبناء الجسور بين الأجيال.
كما أحيّي مساعي الجمعية في تعزيز الانتماء، وتوثيق الذاكرة، وإحياء اللغة السريانية، وتكريم شهداء زغرتا الزاوية، وهي كلها مبادرات تكمّل عمل البلدية في ترسيخ مفهوم المواطنة والانتماء الواعي.
ختامًا، في زمنٍ تتسارع فيه الأخبار وتضيع فيه الحقائق، يبقى لتاريخٍ مثل تاريخ "صدى الشمال" قيمة مضاعفة، لأنه يعيد إلينا المعنى، ويربطنا بالجذور، ويحثّنا على تحويل الذاكرة إلى مشروع حيّ نستثمره في بناء جيل ثابت الهوية، يفتخر بماضيه، ويُعيد الحياة إلى الأماكن التي صنعت ذاكرته.
شكرًا لكل من ساهم في هذا المعرض، وشكرًا لكل من لا يزال يؤمن بأن لإهدن ولزغرتا حكاية تستحق أن تُروى مرارًا وتكرارًا.
عشتم، عاشت الكلمة، وعاشت ذاكرة زغرتا - إهدن.
رئيس جمعية الشبيبة الإهدنية روي عريجي
وقدّمت الإعلامية الدويهي رئيس جمعية الشبيبة الإهدنية الباحث روي عريجي قائلة حين تتجسّد المبادرات بالفعل، وتُترجم الذاكرة إلى مشاريع، نكون أمام جمعيةٍ لا تروي التاريخ فقط بل تصونه.
من تثبيت الحروف السريانية على مداخل البلدات، إلى ربط المغترب بجذوره، و من الحنين إلى الفعل،
لان الشباب الذين صنعوا هذا المعرض لا يحملون الماضي عبئا بل إرثا
يا أحباء الشبيبة الإهدنية وصدى الشمال
نلتقي اليوم بين صفحات صدى الشمال لنحتفل بمئوية صدورها في 4 تموز 1925..
نلتقي اليوم لنحتفل بمئوية جريدة كتبت 62 سنة من تاريخنا المعاصر..
نلتقي لنشكر ونقدّم أسمى آيات الوفاء للعظيم فريد انطون مؤسس هذه الجريدة ولنشكر ونقدر نجله قبلان الذي حمل نبراس وقلم والده واكمل المسيرة.. ورغم احتجابها ظل يجمع كل ما يُكتب عن زغرتا في علب منظّمة بإتقان..
نلتقي اليوم لنشتَّم أريج تعب أسلافنا من صفحات الصدى..
نلتقي اليوم لنقول شكرا لكل من سعى لإنماء منطقتنا من سنة ١٩٢٥ حتى سنة ١٩٨٧ من المقيمين والمغتربين النبع المغذّي للإنماء المتعدد المشارب..
لماذا معرض "صدى الزمان" ؟
لما قررنا تأسيس جمعية الشبيبة الإهدنية كان أحد اهدافنا إزالة الغبار عن كل ما له علاقة بزغرتا وبإهدن لإظهار صورتهما المجيدة وتأثيرهما الإيجابي على تاريخ لبنان. وهذا ما فعلناه في معرضنا "110 أعوام على الصحافة الزغرتاوية" سنة 2023، على سبيل المثال، وما ننظمّه اليوم في حضرتكم.
كان صدى صدى الشمال يتردد على مسامعي في منزلنا لكن لم يكن يلقى أي انتباه مني، حتى موعد تلك الزيارة العزيزة التي قام بها الاستاذ قبلان انطون الى بيتنا لتقديم كتاب "صدى الشمال" الذي أعدّه الاستاذ محسن يمين سنة ٢٠٠١ مرفقًا إيّاه بورقة خطّ عليها بيده الخبر المنشور على صفحات الصدى بتاريخ ١٦ حزيران ١٩٣٢ عن نجاح جدي ريمون في البكالوريا، وهنا شعرت وكأنني تلقيت إشارة ما الى أن تعلقت بالجريدة خلال فترة إعدادي لكتابي الأول "رئيس من الشعب" وفتحي بانتباه شديد لمجلدات الصدى لسنة ١٩٧٠ مع الاستاذ قبلان، ثم لقائي الأول بالأستاذ فؤاد دعبول مقدّم الكتاب والذي اخبرني قصته مع الصدى، وصولا إلى شرائي لأرشيفها الكامل من إحدى محلات أزقة بيروت المليئة بغبار الزمان، وكان ذلك سنة 2018، سنة بدأت مسيرتي الجديدة في رحلة البحث عن خبايا زغرتا، وباتت الصدى من أهم مراجعي لدقتها في سرد الوقائع وللثقة التي استحوذ عليها أصحابها ومحررّوها.
في الختام قبل دعوتكم للشهادة على انجاز آل أنطون وكل من عاونهم أريد أن أشكر كل من ساهم بإنجاح حفل الوفاء هذا. اشكر وزارة الثقافة على رعاية حفلنا هذا واشكر الاستاذ ادمون ابشي صاحب اوتيل أبشي والإداريين والعاملين فيه هذا الفندق الذي حضن معرضنا هذا، والذي كان جزءا من التاريخ الفني لإهدن والذي لم نتمكن من وضع خبر تدشينه في تموز 1935 من 90 سنة بسبب منع الانتداب الفرنسي آنذاك جريدة صدى الشمال من الصدور عقابا لها على مواقفها. واشكر المؤسسة اللبنانية للإرسال بشخص الشيخ بيار الضاهر وبلدية زغرتا-اهدن وفريق عمل شركة روبيكوم ومصممة لوحات المعرض ماري نخلة سعاده ومطبعة القارح وشركة ريمون معراوي للأخشاب وجمعية تجار زغرتا-الزاوية وشبكة زغرتا الاعلامية ومنصة كورة برس ونبيذ cave d’eden والأستاذ فريد قبلان انطون حافظ مجلدات وبعض مكنونات هذا الارث بتطرّف والوزير سليمان طوني فرنجية حافظ امتياز هذه الجريدة..
والشكر الكبير لكم ولمحبتكم..
عاشت اهدن عاش لبنان
الدكتور جان توما ممثل وزارة الثقافة
حين نُحيي مئوية جريدةٍ كانت منبرًا للناس ومرآةً للوطن، لا بدّ أن يكون للثقافة موقع الصدارة، لا كشاهدٍ على الماضي، بل كشريك في رسم المستقبل.
لذا، لم يكن غريبًا أن ترعى وزارة الثقافة هذه المناسبة، بعينٍ ترى في الحرف صوناً للكرامة، وبقلبٍ يؤمن أن الجريدة ليست ورقًا يُطوى، بل تاريخًا يُصان.
نُصغي الآن إلى كلمة وزارة الثقافة يلقيها الدكتور جان توما قائلا:
أصحاب السعادة،
رئيس بلدية إهدن المهندس بيارو زخيا الدويهي
رئيس جمعية الشبيبة الإهدنيّة روي عريجي
الحفل الكريم
إن حكى "صدى الزمان" فليقول كلمة حبّ ووفاء من تلال إهدن وضباب واديها في من أعطى لها قلبه وجهده وحبره.
اليوم في المئوية الأولى لصدور جريدة صدى الشمال أنقل لكم تحيّات وزير الثقافة الدكتور غسان سلامةالذي يرى في كلّ حراك ثقافيّ اندفاع قلب ونبض ساعد لنهضة المجتمعات وقيام المبادرات الهادفة الواثقة القادرة على استعادة الإرث الثقافيّ في أصالة ومعاصرة، وتمسّك بالقيم والعادات والتقاليد فيما تتهاوى القيم التي تصون وتحفظ وتربّي وتنهض بالمجتمع.
إنّ وزارة الثقافة إذ تبارك لكم بمعرض" صدى الزمان" وباحتفالكم بمناسبة المئوية الأولى لصدور جريدة صدى الشمال وبمبادرتكم لتكريم بعض الشخصيّات تحيى العاملين في الثقافة والريادة لتظهير المواهب والقدرات والإضاءة على كلّ قامة معطاءة مواكبة للحركة الثقافيّة والفكريّة النهضويّة.
من هنا من إهدن المدينة التي تعجّ بالقادة والمفكّرين والفنانين والمعطائين تتطلّع وزارة الثقافة إلى التعاون والتكامل الدائم مع البلديات والفعاليات الأهليّة لرعاية المهرجانات التي ترسم صورة لبنان الفرح، لبنان القائم من المصاعب، لبنان السلام والتآلف والتلاحم من أجل أن يبقى قصيدة الشرق ودفتر الثقافة العربيّة الرياديّة وبلد الإبداع والمواهب.
إنّ وزارة الثقافة معكم في معرض "صدى الزمان" لنؤكّد معًا أنّ الصدى هو الصوت أساسًا، وهو الصارخ من إهدن ليعمّ الإبداع ولتبقى الصحافة كما " صدى الشمال" كلمة حق وشهادة إيمان بلبنان الرسالة.
عشتم عاشت الثقافة وعاش لبنان.
وقبل افتتاح المعرض قدمت الجمعية دروعا تكريمية عرّفت عنهم الإعلامية رينا الدويهي..
عائلة فريد وقبلان أنطون
وفي لحظة عرفان، نكرّم من تركوا بصمتهم في الحبر والوجدان.
إلى العائلة التي خطّت بداية الحكاية، وصانت الرسالة في زمنٍ كانت فيه الجريدة صوتًا وضميرًا.
من فريد أنطون المحامي والصحافي الذي أطلق الشرارة عام 1925، إلى قبلان أنطون الذي حمل المشعل حتى السطر الأخير عام 1987،كانا معًا نبض "صدى الشمال"، وذاكرةً صادقة لوطنٍ يكتب ذاته بالحبر. الأستاذ فريد قبلان أنطون، ابن الجريدة ووريث الحرف.
فلْيتفضّل مشكورًا لاستلام درع الوفاء .
أتوجه بخالص الشكر لوزير الثقافة الدكتور غسان سلامة ممثلا ب الدكتور جان توما الذي تلطف وشمل هذه المناسبة برعايته هذا الحفل الكريم ولجمعية الشبيبة الإهدنية على غيرتها على دور الجريدة.
لا يسعني في هذه المناسبة الا اخفي شعوري بالسرور الممزوج والاعتزاز فيما تعيدني محتويات هذا المعرض الى يوم الجمعة من كل اسبوع لما كنا نتعاون مع لفيف من الاقارب والاصدقاء على لف وطوي كل جريدة بشغف وعزيمة في منزلنا الكائن في شارع عزمي في طرابلس تمهيدا لتوزيعها وما زلت أستحضر ذلك الفرح الذي كان يغمرني وانا ارافق والدي الى مطبعة النقيب جوزيف الرعيدي في بيروت لطباعة الاعداد الخاصة التي كانت تصدرها جريدة الصدري في السبعينيات كان والدي قبلان انطون حريصا ان يواصل الطريق التي رسمه له والده المحامي فريد انطون الذي أتشرف بحمل اسمه فعل والدي ما بوسعه من السنوات امتدت ١٩٥٧ حتى سنة ١٩٨٨ متحديا تقلبات الزمان وثقل المسؤوليات لكن الظروف حالت دون ان يتمكن من ابقاء الشعلة مضاءة اكثر مما فعل.
اغتنم هذه المناسبة لأتوجه بجزيل الشكر والتقدير لكل من ساهم من قريب وبعيد ولكل من آمن بالحفاظ على هذا الإرث الصحافي الذي كان وما زال مصدر فخر لنا.
ان هذا التكريم هو دعوة للاستدراك للحفاظ على الكلمة الحرة وعلى الإرث الصحافي والثقافي الذي نعتزم به جميعا.
الإعلامي فؤاد دعبول
إلى من حمل الكلمة مسؤولية، لا مهنة… ومن صانَ القلم في زمن كانت فيه الحقيقة في مهبّ الريح. نُكرّم اليوم الصحافي المخضرم، صاحب البصمة التي لا تُنسى في سجلّ الصحافة اللبنانية، الأستاذ فؤاد دعبول تقديرًا لمسيرةٍ انحازت دائمًا إلى ضمير الناس وكلمة الحق.
يعزّ علي كثيرا عدم وجود فؤاد دعبول في اهدنا بسبب العمر لكن وعيه كامل. لتخبرني انه لما انتقل سنة ١٩٦٢ الى صدى الشمال من جريدة الانشاء سأل الرئيس سليمان فرنجية الذي كانت تربطه علاقة جيدة بوالدي، الاستاذ قبلان انطون كيف اصبح فؤاد دعبول اليساري الهوى من فريق الصدى مع علمي بالقيمة المضافة على الجريدة؟ واول مرة رأيت والدي على شاشة التلفزيون كانت سنة ١٩٧٤ عندما كان في الوفد الإعلامي الذي رافق الرئيس سليمان فرنجية في زيارته الشهيرة الى الأمم المتحدة في نيويورك..
علاقة فؤاد دعبول بإهدن اعطتنا الأمن والإمان سنة ١٩٧٥ وسنة ١٩٧٦ فاستأجر فؤاد دعبول بيتا في اهدن وتعلمنا هنا في فندق أبشي الذي تحول الى مدرسة عندما انتقلت اليه مدرسة الفرير. في اهدن تعلمنا الأمان وتعلمنا الصمود وتعلمنا كرامة الشخص الذي يلتجئ الى منطقة طلبا للأمان.
بكل تأكيد ليس بغريب أن يتكرّم فؤاد دعبول في إهدن، انا اشكركم وهذه لفتة عزيزة على قلبي، لأن فؤاد دعبول لما امتنع عن الكتابة في جريدة الأنوار عندما توقفت عن الصدور سنة ٢٠١٨، ظلت في فكره وعلى لسانه علاقته بإهدن وبآل فرنجية الذي يجب ان تبقى مع كل الأجيال اللاحقة، لأن إهدن وزغرتا مثال للتعايش مثال للتمسك بالوطن..
ووجه تحية لوالدته التي هي يجب ان تستلم درع الوفاء لأنه لم يكن فؤاد دعبول لولاها..
عائلة الرئيس سليمان فرنجية
هنا لفتة وفاء لعائلةٍ حفظت امتياز صدى الشمال، نتوجّه بالشكر لعائلة الرئيس سليمان فرنجية، التي اختارت أن تبقى الحارسة الأمينة لذاكرة زغرتا وكلمتها الحرّة.
ويستلم درع الشكر باسم العائلة، المسؤول الاعلامي في تيار المرده منتَدَبًا من النائب طوني فرنجية.
انه لامر ملفت ان يكون هناك من مئة سنة شخص يهتم بالاعلام بهذه الطريقة وان يؤسس جريدة من دون تسهيلات على مستوى وطني ويستمر ويورث هذه الجريدة.
ان الرئيس الراحل سليمان فرنجيه اشترى امتياز هذه الجريدة ليبقى ارثاً لزغرتا غير انه من مسؤوليتنا ان نبحث والاستاذ فريد انطون لاعادة احياء هذه الجريدة.
واذ اثنى المحامي فرنجيه على نشاط رئيس جمعية الشبيبة الاهدنية الباحث روي عريجي الذي يوثق كل ما جرى ويجري في منطقتنا لفت الى انه من الضروري تكريم هذا الانسان يوماً ما وهو في عز عطائه.
ووجه تحية الى الاستاذ فؤاد دعبول الذي ربطته علاقة وثيقة ووفاء متبادل بعائلة فرنجيه في زمن اللاوفاء في هذا البلد.
الإعلامي الشاب ريان حايك
في وقت امتلأت فيه المنصات بالأصوات العابرة، لمع من زغرتا صوتٌ شابٌّ اختار أن يمنح المحتوى قيمةً وهدفًا. ريان حايك و من أول فيديو على إنستغرام في عمر الثانية عشر، إلى منصة يتابعها الملايين اليوم و يحاور عبرها أبرز الشخصيات السياسية والفنية، نكرّمه اليوم لأنه لم يكتفِ بالظهور… بل اختار التأثير.
أولاً، أحب أن أوجّه تحيّة كبيرة لأهلي وأهل ضيعتي "إهدن" الذين أفتخر بهم وافتخر إنني أتكرم بينهم .. الشكر الخاصّ لجمعيّة "الشبيبة الإهدنية" على المبادرة الحلوة وأخص بالشكر الأستاذ روي عريجي.
من الممكن أنا اليوم الشاب الوحيد الذي أمثّل جيلي في هذا المجال الذي لا شكّ هو مجال صعب ويتطلّب توازن وجهد لشاب بعمري... لكن منذ بداياتي، ورغم كلّ العقبات التي تعرّضت لها، استطعت بإيمان كبير وإصرار وثبات ومجهود أن أخلق فرقا. واليوم، بعد أن صار في رصيدي أكثر من 120 حلقة حواريّة ، أعتبر نفسي إنتقلت لمرحلة جديدة في مشواري أثبتتُ فيها ان المجال يتسّع للجميع وإنّ الجيل الجديد له صوت وله مساحة، وإنني أسعى في كلّ خطوة أن أكون صوت إيجابي وأقدّم محتوى فيه الكثير من الإنسانيّة والشفافيّة. شكراً من القلب مرّة جديدة..
كما سلمت الجمعية دروع تقدير وشكر للأديب محسن يمين ورئيس بلدية زغرتا-اهدن المهندس بيارو زخيا الدويهي ووزارة الثقافة.
وختمت الإعلامية رينا الدويهي الحفل بالقول، وفي الختام، قد نطوي الصفحات، لكن الصدى يبقى... يبقى في صوت كل مغترب اشتاق، في ذاكرة مدينة تحفظ أسماءها بالحبر، وفي وجدان وطنٍ يعرف أن الكلمة، حين تُكتب بالصدق، لا تموت. نشكر حضوركم، قلوبكم، ووفاءكم.
وفي الختام افتتح المعرض الذي جال به الحضور بين صفحات جريدة صدى الشمال .
واستمر المعرض حتى يوم الاحد في ١٣ تموز، فشكل لقاء ثقافيا وإعلاميا جامعا استقطب على مدى ٤ أيام مئات الرواد الذين يتشوقون لقراءة خبر عن عائلاتهم او التعرّف على حدث ما في زغرتا والشمال.